في فترة زمنية من تاريخ كرة القدم الأفريقية كان اسم "تي بي مازيمبي" مرادفا للرعب والهيمنة حيث ساد الصمت المخيف بين أندية القارة كلما ذكر اسمه فقد كان مجرد التفكير في مواجهته بمثابة كابوس يلاحق الفرق أما اللعب في معقله بلوبومباشي فقد كان أشبه بمهمة انتحارية لا نجاة منها.
لم يكن هناك فريق يرغب في الوقوع في نفس المجموعة مع هذا العملاق الكونغولي فقد كان أشبه بأسد جائع ينتظر فريسته. زيارة ملعبه كانت مغامرة محفوفة بالمخاطر حيث يشبه المكان مقبرة قديمة تبث الرعب قبل حتى أن تبدأ المباراة وما إن تنطلق صافرة الحكم حتى يجد الخصم نفسه مشلولا أمام قوة مازيمبي وكأن لعنة غامضة تفرض سيطرتها لتتحطم كل محاولاته أمام جدار صلب بينما تهتز شباكه المرة تلو الأخرى بلا قدرة على الرد.
داخل ملعب بلوبومباشي أو ما يعرف بـ"علبة الكبريت" كانت محاولة تجاوز منتصف الملعب تتحول إلى معركة خاسرة. أصوات الجماهير الأفريقية تتردد كطنين لا ينتهي تضيف طبقة أخرى من الرعب بينما في أرض الملعب كان مبوتو ورفاقه يسحقون المنافسين بلا رحمة حتى من يشاهد المباراة عبر التلفاز كان يشعر بالتوتر فكيف بمن كان يعيش هذا الكابوس على أرض الواقع؟
وعندما تنتهي المواجهة كان الحارس الشهير كديابا يظهر ليحتفل بطريقته الفريدة بزحلقاته الشهيرة التي أصبحت رمزا لهيمنة مازيمبي وكأنها استعراض للقوة أمام كل من تجرأ على مواجهته.
في تلك الحقبة كان مازيمبي هو الحاكم المتوج على عرش الكرة الأفريقية لا يرحم من يعترض طريقه وعندما شعر أنه سيطر على القارة بلا منازع قرر إثبات نفسه على الساحة العالمية وبالضبط في الإمارات دون الفريق صفحة خالدة في التاريخ حين أطاح بإنتر ميلان الإيطالي الفريق الذي جاء وكأنه في نزهة سياحيةليجد نفسه في مواجهة إعصار أفريقي قلب الطاولة وجعل تلك الليلة حديث الأجيال.
ورغم كل ذلك لم تكن هيمنة الغربان السوداء أبدية فقد جاء من تمكن من كسرها حيث كان الهلال السوداني أول من فك شفرة ملعب لومومباشي بينما عرف المريخ السوداني كيف يروض الغربان ويحقق الانتصار معتمدا على معرفته بأسرار الأدغال الأفريقية.
مازيمبي لم يكن مجرد فريق كرة قدم بل كان أسطورة أفريقية تجسدت في قوة القارة وشراستها لكنه أيضا كان الحافز للأندية الأخرى للنهوض والقتال ليثبتو أن لا فريق يبقى مسيطرا إلى الأبد. فريق تي بي مازيمبي سيظل اسمه محفورا في سجلات التاريخ كواحد من أعظم الفرق التي غيرت وجه الكرة الأفريقية والعالمية.