منذ الفوز الكبير على بايرن ميونيخ ثم التغلب على ريال مدريد في الكلاسيكو يعيش برشلونة حالة تنازلية واضحة بعد البداية المبهرة التي جعلته من بين أفضل الفرق في أوروبا ولكن كرة القدم موسم طويل لا يحسم في أكتوبر والانتصار في الكلاسيكو يبقى ثلاث نقاط فقط وليس بطولة للاحتفال ، الفريق الذي كان بالأمس القريب في صدارة الليغا بفارق 6 نقاط بات الآن في المركز الثالث .
إحدى أكبر مشاكل برشلونة هي إعلامه الذي يبالغ في نفخ اللاعبين مما يضعهم تحت ضغوط ومقارنات تؤثر سلبا على تطور موهبتهم ، تصريح الشاب يامال الشهير : "تصدرنا يؤلمهم في مدريد" كان مثالا صارخا على هذه المبالغات ، إطلاق مثل هذا التصريح بعد 5 أو 6 جولات فقط من الدوري يعكس غياب الوعي الإعلامي خصوصا عندما يتعلق الأمر بلاعب شاب اعتبر النجم الأول للفريق.
لكن الإعلام ليس المشكلة الوحيدة بل حتى أسلوب اللعب تحت قيادة هانز فليك أثار الكثير من التساؤلات.
الدفاع المتقدم وخطة التسلل :
هذا الأسلوب ليس فلسفة كروية بقدر ما هو حيلة تكتيكية مؤقتة تستخدم حسب ظروف المباريات والاعتماد على هذه الخطة بشكل دائم في دوري يعتمد مدربوه على تحليل الفيديو يعد مغامرة غير محسوبة خاصة عندما تظهر النتائج سلبياتها الواضحة.
الهجوم غير المنظم :
برشلونة يفتقد إلى رسم تكتيكي واضح هجوميا الفريق يعتمد بشكل كبير على مهارات الأفراد مثل يامال ورافينيا وعلى استغلال أخطاء الخصوم بالطبع استغلال أخطاء الخصم أمر مشروع لكن أن تكون هذه هي خطتك الأساسية للوصول إلى المرمى فهذا يعكس خللا كبيرا وغياب لاعبين قادرين على صنع الفارق بشكل فردي يجعل الفريق بلا حلول هجومية تذكر والدليل على ذلك أن برشلونة لم يحقق أي فوز في المباريات التي لم يبدأ فيها يامال أساسيا .
التركيز على ريال مدريد :
من اللافت أن برشلونة يبني نجاحه على تعثرات ريال مدريد وهذا خطأ كبير . التركيز المفرط على الغريم التقليدي سواء في الملعب أو خارجه يشغل الفريق عن المنافسين الآخرين من الاحتفال بخسارة ريال مدريد في أنفيلد إلى السخرية من عدم تحقيقه السداسية ، أصبحت الصحافة الكتالونية تظهر حساسية مفرطة تلهي الفريق عن أهدافه الحقيقية وبينما كان برشلونة ينشغل بريال مدريد ظهر أتلتيكو مدريد كمنافس جاد لم يكن في الحسبان.
ختاما :
من الغريب أن يعتبر مدرب مثل هانز فليك ناجحا بعد شهر واحد فقط من تعيينه لمجرد تحقيقه انتصارات بارزة على ريال مدريد وبايرن ميونيخ النجاح الحقيقي لا يقاس بالمباريات الفردية بل بالاستمرارية والقدرة على تحقيق الألقاب وبرشلونة بحاجة ماسة لإعادة ترتيب أولوياته والتخلص من الأوهام الإعلامية إن أراد العودة إلى القمة .