عالم كرة القدم يمر حاليا بمرحلة انتقالية تحمل معها الكثير من الحزن والحنين إلى الماضي جيل من اللاعبين الذين سيطروا على الساحة الكروية لأكثر من عقد من الزمن يقترب من نهايته ، سيرجيو راموس بدون فريق . كريستيانو رونالدو ونيمار في السعودية ، ليونيل ميسي في الولايات المتحدة ومارسيلو يغادر ناديه البرازيلي بعد خلاف مع مدربه بينما العديد من اللاعبين الآخرين قررو الاعتزال مشهد يبدو كأنه نهاية لحقبة ذهبية لن تتكرر.
جيل لن ينسى
منذ مطلع الألفية الثالثة وحتى وقت قريب كنا شهودا على ملاحم كروية أسرت القلوب وأشعلت الملاعب كان هذا الجيل مختلفا ليس فقط بمهاراته الاستثنائية بل بعزيمته وروحه القتالية وتأثيره الهائل على الجماهير . راموس المدافع الذي أعاد تعريف القيادة داخل الملعب بروحه القتالية وذكائه الدفاعي وجد نفسه الآن بلا فريق لاعب بحجم راموس الذي حصد البطولات مع ريال مدريد والمنتخب الإسباني لا يزال قادرا على العطاء لكن الزمن يلقي بظلاله على الجميع.
أما كريستيانو رونالدو رمز العمل الجاد والطموح اللامحدود فقد اختار مغامرة جديدة في السعودية على الرغم من عمره لا يزال رونالدو يقدم مستويات مبهرة لكنه بعيد عن الأضواء الأوروبية التي سطعت فيها نجوميته كذلك الحال مع نيمار الذي أثار انتقاله إلى الهلال السعودي موجة من الجدل إلا أن إصاباته المتكررة جعلت الكثيرين يشعرون بأن مستواه بدأ يتراجع.
وبالنسبة إلى ميسي القائد الهادئ الذي حصد كل شيء في مسيرته الكروية اختار خوض تجربة مختلفة في الولايات المتحدة مع إنتر ميامي تجربة تعكس رغبته في إنهاء مسيرته بهدوء بعيدا عن الضغوط والاستمتاع بلعبة أحبها منذ طفولته.
مارسيلو أحد أعظم الأظهرة في تاريخ كرة القدم واجه نهاية حزينة في مسيرته مع فريقه نادي فلوميننسي البرازيلي . الخلافات مع المدرب كشفت عن التحديات التي يواجهها اللاعبون المخضرمون في السنوات الأخيرة من مسيرتهم حيث تتغير الديناميكيات ويصبح الحفاظ على المكانة صعبا .
ذكريات لا تنسى
لا يمكننا الحديث عن هذا الجيل دون التطرق إلى الذكريات التي صنعوها مباريات الكلاسيكو بين برشلونة وريال مدريد كانت أشبه بحروب كروية شهدت تنافسا أسطوريا بين ميسي ورونالدو ، نهائيات كأس العالم ، دوري أبطال أوروبا ، وكأس الأمم الأوروبية، كلها كانت مسرحا لإبداعاتهم.
لقد حفر هذا الجيل أسماءه بحروف من ذهب في تاريخ كرة القدم ليس فقط بسبب الألقاب التي حققوها بل بسبب الطريقة التي ألهمو بها الملايين حول العالم لقد تعلمنا منهم معاني الطموح، الإصرار، وحب اللعبة.
نهاية حتمية
رغم صعوبة الاعتراف إلا أن كرة القدم كغيرها من جوانب الحياة تخضع لسنة التغيير ورحيل هذا الجيل يعني بداية عهد جدي بجيل مختلف قد يحقق نجاحات جديدة لكنه لن يكون قادرا على محاكاة السحر الذي عشناه.
بين الحنين إلى الماضي والترقب للمستقبل يبقى لهذا الجيل مكانة خاصة في قلوبنا ربما لن نعيش مجددا ملاحم مشابهة لكن ذكرياتهم ستظل حاضرة دائما تذكرنا بأننا كنا شهودا على واحدة من أعظم فترات كرة القدم في التاريخ.