منحت الفيفا المملكة العربية السعودية حق تنظيم بطولة كأس العالم لعام 2034 بشكل منفرد،بينما أعلنت رسميا تنظيم المغرب للبطولة المشتركة لعام 2030 مع إسبانيا والبرتغال . القرار لم يكن مفاجئا في ظل غياب المنافسين مما جعل الحلم يتحقق لدولتين عربيتين مستفيدتين من النجاح الكبير لنسخة قطر 2022 التي أظهرت قدرة الدول العربية على استضافة فعاليات عالمية كبرى بعد أن كسرت قطر الصورة النمطية عن ضعف الإمكانيات على غرار نجاح جنوب أفريقيا عام 2010 في تغيير التصورات حول دول العالم الثالث.
نتائج المنتخب المغربي في مونديال قطر حيث بلغ نصف النهائي لأول مرة في تاريخ العرب وأفريقيا ساهمت بشكل مباشر في تعزيز فرص المغرب للانضمام إلى الملف الإسباني-البرتغالي لاستضافة نسخة 2030. ورغم إخفاقه في خمس محاولات سابقة منذ 1994 جاء القرار كمكافأة لجهوده المستمرة في تطوير البنية التحتية والمنشآت الرياضية هذه الجهود أهلت المغرب لاستضافة فعاليات قارية ودولية أبرزها كأس أمم أفريقيا المقررة نهاية العام المقبل مما يعد فرصة إضافية لتحسين مرافقه قبل المونديال .
أما السعودية فتحمل على عاتقها تنظيم أول بطولة تضم 48 منتخبا بشكل منفرد وهو تحد كبير نظرا للتكاليف الباهظة التي تجعل التنظيم الفردي ممكنا فقط للدول ذات الموارد الضخمة هذا القرار يأتي بعد التحولات التي شهدتها المملكة بما في ذلك استقطاب نجوم كرة القدم العالميين إلى دوري روشن مما ساعد في تحسين صورتها عالميا وجعلها مؤهلة لاستضافة هذا الحدث الكبير.
على الرغم من أن المغرب سيحظى بدعم كبير من إسبانيا والبرتغال في تنظيم نسخة 2030 فإن السعودية تواجه تحديات أكبر بتنفيذ مشاريع ضخمة تشمل تشييد 11 ملعبا جديدا وتوفير أكثر من 200 ألف غرفة فندقية في مدن رئيسية مثل الرياض و جدة . هذا يستلزم استثمارات هائلة في البنية التحتية والمرافق السياحية والرياضية لضمان جاهزيتها خلال العقد المقبل .
مع النجاح الذي حققته جنوب أفريقيا وقطر أصبح من الواضح أن الدول العربية والدول النامية قادرة على تنظيم بطولات كبرى تحقق التنمية المستدامة وتعزز مكانتها الدولية مما يفتح الباب لمزيد من الفرص في المستقبل .