مأساة الأندية الكلاسيكية في أوروبا : بين الانحدار والمؤامرات


لا أدري ما مشكلة الأوروبيين مع أنديتهم الكلاسيكية ، في إيطاليا التي كانت جنة كرة القدم ، الثلاثي الشهير يعاني أوروبيا ، اليوفي الذي كان ثابتا محليا تم تحطيمه والإنتر الذي عاد مؤخرا لا زالت الإدارة الصينية تبخل عليه بالتدعيمات اللازمة وميلان ... ميلان الذي عندما اقترب فعليا من العودة جاء الأمريكيون وأقالوا باولو مالديني وعادو بالفريق لنقطة الصفر ...

في إنجلترا ليفربول بإدارة بخيلة تعمل ميركاتو مرة كل أربعين عام ، مانشيستر يونايتد لا أحد يدري ما أصابه حتى بدأ أساطيره يأكل بعضهم بعضا، تشيلسي تم  تدميره لأسباب سياسية وأرسنال ما يزال يبحث عن كنزه المفقود .. 

في إسبانيا برشلونة كلكم ترون الحالة التي أوصله أولاده إليها من إفلاس إداري واقتصادي قاتل حتى فرطوا في أعظم لاعبي التاريخ مجانا ، بينما لا يزال أتليتيكو مدريد يحاول بين الفينة والأخرى مع سيميوني دون نتيجة ، 

وفي ألمانيا بايرن وصل لطريق مسدود ، من كان يظن أننا سنعيش لنشاهد الفريق الألماني المرعب يلعب على موسم صفري ، وحتى دورتموند اذا استثنينا وصوله لنهائي الأبطال هذا الموسم ليس له في الأربع وخمس سنوات الماضية أي تأثير يذكر .. 

وفي فرنسا انتهى عهد مارسيليا وليون تماما وجاء عهد باريس سان جيرمان العقيم الذي صرف كل شيء وتعاقد مع كل شيء من أجل التتويج بكأس فرنسا ..

هذذ الأندية العريقة التي أحبها الناس ، وشجعوها ، وآمنوا بها ذات يوم .. تم تكسيرها لأسباب غريبة وتافهة ، وتحولت كرة القدم إلى أندية عديمة الشخصية مثل الدمى في أيادي الإتحاد الأوروبي والسياسات الغربية تدعم الألوان وتتجاهل القضايا الشريفة  ، تطبق الأوامر وتهتم للأموال فقط ، انتهى عصر المبادئ في كرة القدم أو هكذا يرادُ له أن ينتهي .. 

لذلك ، وإلى أن تتحرر هذه الأندية الكبيرة ونعود لرؤية ميلان العريق لسابق عهده ومانشيستر الكبير وبرشلونة الكرة الجميلة والسيدة العجوز يوفنتوس وأولادها الأوفياء .. ، ليس لدينا اليوم سوى ذلك النادي الأبيض ، الوحيد الذي لم يسقط بعد .. آخر الرجال الواقفين في وجه اليويفا وسياساتها الجاهلية .. 

ولذلك تم تعطيل مشروع سوبر ليغ الذي حاول به بيريز إنقاذ ما يمكن إنقاذه ولذلك أيضا تدخل رئيس فرنسا شخصيا لمنع أفضل موهبة في العالم حاليا من الانتقال لريال مدريد قبل سنتين .. 

ولذلك أيضا سمعتم حفيظ دراجي منحازا جدا لبايرن في مباراة نصف النهائي إنهم مستعدين لمنح هذه الكأس للتماسيح والطيور المهاجرة على أن يروا هذا النادي يتوج بكأسه الخامسة عشر  وأين ؟ في ويمبلي .. على أرض الإنجليز الذين هم مصدر كل هذه المؤامرات أصلا .

تعليقات